من بعض الأسئلة المستفزة التى نسمعها هذة الأيام كثيرا . هل الكون خلق من عدم أم لا!!! -هل الكون أزلى أم لا!!!! بكل بساطة دعونا نتحدث من جهة المنطق -ومن جهة العلم -ومن جهة الدين. يكفى لنا كلام الله دليلا -فقد خلق الله الإنسان من عدم -وخلق الله الكون من عدم وخلق الكون أكبر من خلق الإنسان ولكن نحن البشر لن نستطيع إستيعاب كلمة خلق الشىء من العدم -لإنها تفوق قدرات البشر -ونحن مجرد خلق . وأوضح لنا الله عز وجل فى القرآن الكريم بأن الكون كله كان رتقا ففتقناهما -وهذا هو الإنفجار العظيم . الإنفجار العظيم يؤكد بأن الكون ليس أزلى -وقد خلق من عدم وله بداية وسيكون له نهاية بإذن الله. وهذا من جهة الدين لماذا تولد -لماذا تموت -لماذا يوجد ماضى وحاضر ومستقبل -لماذا الزمن . لو كان الكون أزلى -لكان الزمن موحد فى الكون كله -وهو حاضر فقط -لايوجد ماضى ولا يوجد مستقبل . فالزمن دليل آخر على عدم أزلية الكون . وهذا من جهة المنطق . إذا ذهبت إلى قانون الثرمودينامك الثانى - لو كان الكون أزلى لكانت الحرارة فى الكون قد استنفذت ولأصبح كل الكون فى مرحلة البرودة التامة . لكن هذا ليس صحيح فى الواقع -فالحرارة فى الكون مازالت موجودة ومازالت ستتنفذ. وهذا يعنى أن الكون حديث الولادة -وليس أزلى . عندما تشاهد نجوم جديدة تولد ومجرات وكواكب جديد يتم أكتشافها ---فلو كان الكون أزلى لكانت جميع النجوم قد ولدت -وماتت منذ الأزل -ولكن حتى الأن مازالت تولد نجوم جديدة كل فترة وتموت نجوم آخرى وهذا يعنى أيضا بان الكون حديث الولادة وليس أزلى وعمره مايقارب ال 13مليار و700 مليون سنة تقريبا . عندما تشهد الثقوب السوداءء والنجوم التى تموت -حتما سيأتى وقت يموت فيه الكون كله -فالذى له نهاية -بالطبع لابد أن يكون له بداية . فالكون ليس أزلى -قد نشأ من العدم -وسيكون له نهاية -إنها قدرة الله عز وجل. كل العلوم التى نتحدث عنها ونكتشفها فى الكون ونعطى معادلات وقوانين وإثباتات -إفتراضات -كلها بعد لحظة الإنفجار العظيم -العدم قد إنتهى منذ لحظة الإنفجار -وأصبح الوجود -إذا كنا نحن حتى الأن نعطى فرضيات عن مراحل نمو الكون وتطوره بعد لحظة الإنفجار وقد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة رغم كل أساليب التكونولوجيا الموجودة حاليا -فما بالك بما قبل لحظة الإنفجار لن يعلمه إلا الله عز وجل . مهما توصلنا من علم سيقى علمنا محدود -ولأن علمنا محدود -فلن يستطيع أى عقل بشرى إستيعاب فكرة العدم وكيف خلق الله الكون . فالله عز وجل يأمرنا بأن نتأمل فى خلق الكون لماذا ! حتى نرى قدرة الله عز وجل التى لامثيل لها -وليس لنتدخل فى كيفية الخلق فالله عز وجل هو الخالق وهو أعلم بكل شىء. أنظر إلى موقع الكرة الأرضية فى الكون -إذا قارنت حجم الكرة الأرضية بالنسبة لحجم الشمس كيف سيكون حجمك أنت على سطح الكرة الأرضية بالنسبة لحجم الشمس. حسنا كيف سيكون حجمك أنت بالنسبة لحجم نجم عملاق . كيف سيكون حجمك أنت بالنسبة لحجم المجرة كلها -تقريبا يعتبر حجمك بالنسبة للمجرة لاشىء -فهل تستطيع أن تصل إلى كل الإكتشافات والعلوم الموجودة فى مجرتنا فقط !!! مهما توصنا من علم لن نتوصل إلا للقليل فقط . إنظر إلى تمدد الكون فهذا خير دليل على حدوث الإنفجار العظيم وعلى أن الكون حديث الولادة . فالكون خلق من عدم -والكون ليس أزلى بل له بداية وسيكون له نهاية بإذن الله. فاغلق تلك القضية تماما . إكتشف وإبحث وتأمل كما تريد ولكن بعد لحظة الإنفجار العظيم - فى منظور إستيعاب عقلك -وإعلم أنك لك حدود يجب ألا تتعداها وإن كنت شخص عاقل مدرك فأنت تعلم جيدا ماهى حدودك التى يجب ألا تتعداها. وانت تعلم جيدا من هم الذين يقولون بأن الكون أزلى وأنه لم يخلق من العدم. نصيحة -لاتجادل ملحد لأن عقله فارغ ليس بعاقل -وليس مدرك والعلم برىء منه. إذا كان يتجاهل الدين و العلم والمنطق والطبيعة حوله -فلا يجب أن يوصف بأنه إنسان عاقل فلا تجادل ملحد أبدا .
تعليقات